كعادتي مع أحلامي الجميلة والسعيدة كل يوم أنقل لكم حلم من أرض
الواقع، وأحياناً تكون الأحلام تعيسة ومزعجة وغير سارة، لكن للأمانة العلمية
والأدبية يلزم علي نقل كل حلم بكل حيادية وتجرد..
حلمت البارحة بأن صديق لي قديم أسمه سامي يعيش في دولة عربية، يتحدث عن صديق له
أسمه ياسر، يكبره بعام واحد، يقول ولد معي ياسر في نفس المدينة ثم تفرقنا ثم
اجتمعنا مرة أخرى في الثانوية العامة حصل هو على امتياز من القسم العلمي، وأنا
حصلت على مقبول في القسم الأدبي..
واصلت تعليمي جامعي وبقي ياسر لعامين يبحث عن جامعة تؤويه كان يحب
الطب ويتمنى أن يقال له دكتور ياسر، لم يجد أمامه سوى الدراسة في جامعات الخارج بعيداً
عن البلد الذي نشأ وترعرع فيه..
يقول صديقي سامي بعدما سافر ياسر انقطعت أخباره، إلى أن سمعت بحصوله
على جائزة رفيعة المستوى من ألمانيا بعد أن اكتشف شيئاً له علاقة بالخريطة
الوراثية للإنسان وهو يعد اليوم واحداً من كبار علماء الجينات الإنسانية في
العالم، تفخر به ألمانيا وتستضيفه الجامعات والمحافل الدولية باسم مواطن ألماني..
لكن السؤال الأهم في القصة لماذا لم يتمكن ياسر
صديق سامي من مواصلة تعليمة الجامعي في الدولة التي ولد ونشأ وترعرع فيها؟
والجواب بكل أريحية وبدن لف ولا دوران لأنه لم يكن
" مواطناً " رغم أنه ولد ونشأ وشرب ثقافة البلد منذ تفتحت
عيناه على الدنيا..
ذلك أن هناك فرقا بين الوطنية والمواطنة، ونحن إذا
افترضنا أن كل مواطن هو وطني
مخلص، فلست أعتقد أن كل من هو غير مواطن تنقصه الوطنية..
هناك من يعيش في بلدان عربية منذ أربعة أو خمسة
عقود، أي أننا نتحدث عن جيل أو جيلين لا يعرف غير هذه البلد وطنا ولا يحب سواه رغم هذا لا يزال يعامل معاملة
الوافدين كأنه بالأمس جاء لذلك البلد..
أقول حسب وجهة نظري القاصرة الانتماء للوطن لا
يتحقق بالجنسية فقط، إذ كثيرا ما تحلى
الناس بجنسية بلد لا يدينون له بالولاء، والعكس بالعكس عندما نستبعد هذه الفئة من إعطائها هوية وطنية، فنحن إذاً نفقد الكثير من
العقول والإمكانات التي تعلمت هنا وهناك وذهبت للخارج جاهزة ثم تعود المصلحة لهم
وليس لنا..
فبخلاف ياسر، هناك المهندسون والعلماء والرياضيون وحتى العاديين كلهم لهم الحق بحمل شرف لواء
الوطنية وجواز تلك البلاد التي عاش فيها جل حياته بل أصبح يدافع عنها ويفديها بكل
ما يملك من وقت ومال وروح..
إذا المواطنة ليس بالكلام والشعارت، فالمواطن الحق
يظهر عند الأزمات وهي محاضن الرجال، فما الذين يحول دون إعطائهم واستثنائهم بشرف
الجنسية، فالكثير بقائهم في البلد مربوط بين الكفيل والإقامة وكلاً له همه وغمه، رغم
أنه بعضهم ولد وتزوج وأنجب وقضى حياته كلها في ذلك البلد أو تلك البلاد..
كي نستفيد من فئة كبيرة، بل فئات كثيرة، لها
الولاء والحب لهذا لوطن وتلك الأرض، لا تعرف غير هذا البلد مولداً وموطناً وانتماءاً وثقافةً ونشأةً..
أقول الوطن شاسع فيه الكثير من الخيرات وذلك رداً لمن
يعتقد أن البطالة ستزداد أو أن نصيب
الفرد سيتضاءل من ثروات البلد إن وزعت على عدد أكبر مما هو عليه الآن، تلك نظرة قاصرة وخاطئة إنسانياً واقتصادياً..
أعرف أن هناك نظام لمن يستحق الجنسية أولا
يستحقها، لكن أين هو النظام في ظل الأزمات المتلاحقة، فأعتقد أنه يجب إعادة النظر بأنظمة التجنيس في جميع البلاد العربية
حتى لا نخسر الكثير والكثير ممن لهم ولاء وحب لهذا الوطن وتلك الأرض والأحداث في
أوطاننا العربية الأخيرة خير شاهد وأثبتت صحة أن المواطن ليس من يحمل الجواز فقط، فكم من
مواطن أصوله من البلد ونشأ وترعرع فيه ولا يدخر فرصة لمهاجمته والإساءة
إليها
في كل محفل..
حتى نستفيد من الإنسان فنحن أحق به من ألمانيا..
والسؤال من هم المواطن الحق؟؟
ومضة
:
كل
بلد لها حق في تنظيم قوانينه وتنظيم شؤون العمل فيه, لكن ذلك لا يكون على حساب
العدالة الإنسانية، فانظروا لغيركم كيف هم جنسوا كل من يستحق التجنيس واثبت بالأدلة القاطعة أن من يستحق شرف المواطنة بالحب والولاء والدفاع عن أراضها أعطيت له، لذلك هم يبحثون عن تكثير سوادهم، فاليوم الأمة الأقوى الأكثر عداداً وتعداداً..
العدالة الإنسانية، فانظروا لغيركم كيف هم جنسوا كل من يستحق التجنيس واثبت بالأدلة القاطعة أن من يستحق شرف المواطنة بالحب والولاء والدفاع عن أراضها أعطيت له، لذلك هم يبحثون عن تكثير سوادهم، فاليوم الأمة الأقوى الأكثر عداداً وتعداداً..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق