جاءت الساعة الواحدة بعد الظهر وقد اشتد بي الجوع مبلغة، وبدأت
معدتي تشتكي وتصدر أصوات تنبهني ما الم بها من الم ومرارة الجوع، وبينما أنا أفكر ماذا
آكل لأسكت معدتي المسكينة.! فجأة!! وبدون موعد سابق استقبل جوالي اتصالاً من صديقٍ
تعرفت عليه لا حقا، طلب مني الآن الخروج له على ناصية الشارع العام، قلت لما قال :
أنت اليوم معزوم على وجبة غداء في مطعم فاخر كرماً وجوداً وحفاوةً وترحيباً بك..
عند خروجي لناصية الشارع وصل صديقي بسيارته، ركبت معي وبدأنا
نتناول أطراف الحديث حتى وصلنا المطعم المنشود، أوقف سيارته بجانب المطعم الشهير، نزلنا
من السيارة وقد نسيت محفظتي في السيارة دون قصد، دخلنا المطعم، تناولنا غداءاً
لذيذاً بحمد لله وعافته ثم شكرا لصديقي الكريم..
عند خروجنا من المطعم وعودتنا إلى السيارة، وهو المنعطف الخطير.!!
في القصة التي أرويها لكم فإذا بنا نفاجأ بالزجاج الخلفي لسيارة صديقي قد تهشم
بالكامل.
ما هو السبب.؟ .. وما هو
الدافع؟
.. ومن المتسبب بهذا العمل.؟ .. وهل
هذا العمل حصل تعمداً أم عارضاً.؟
حينها تذكرت أني نسيت محفظتي الخاصة في سيارة صديقي، وبالتأكيد كانت
هي السبب في تهشم زجاج السيارة، حيث قام سارقنا المحترم بتهشيم زجاج السيارة ولى
هاربا بسرعة البرق، وهو لا يعرف أن ما فيها لا يعدو فلاش مموري به وبطاقة شخصية
ومبلغ زهيد أقل من مبلغ غداؤنا..
السارق المسكين لم يفكر جيدا أن الله يراه، وأن هذا العمل مشين
ومخالف لدينه وأخلاقه، فظن أنه سيجد بداخل المحفظة كنوز قارون أو سواري كسرى، أو
ملك سليمان. لكن ظن السارق خاب وذهبت آماله وتطلعاته أدراج الريح، لهذا قلت انه
مسكين، فقيمة إصلاح زجاج السيارة الذي تهشم أغلى ما بداخل محفظتي المتواضعة..
أخيراً .. وليس آخر اكتشفت في هذه المدينة أنه إذا لم تحافظ على
جيبك أو أمتعتك في الأماكن العامة والمزدحمة، ستجد سارقاً بلمح البصر يخطف كل ما
بحوزتك.!!
وللأسف الشديد هذا جانب مظلم في بعض مدننا العربية.!!! فأصبح هذا
العمل ظاهرة تتنافى مع أخلاقنا كمسلمين في حفظ حقوق الغير، وتحتاج منا أفراد
وجماعات ومؤسسات تربوية لدراسة الظاهرة وتقديم حلول جذرية لمعالجتها..
بعد دقائق من هول المصيبة بسرقة محفظتي وتهشم زجاج سيارة صديقي،
استرجعت قواي ودعوة للسارق بكل خير وسامحته في حينها، ثم حمدت الله على كل حال، وأنه
من أقدار الله علينا فنصبر ونحتسب كما قال الله تعالى " وبشر الصابرين
".
ثم التفت لصديقي معزيا له وعارضا عليه أن أقتسم معه أجرة إصلاح
زجاج سيارته، لكن بكل أدب وعزة ونخوة قال : الذنب ليس ذنبك سامح الله السارق، ورفض
البتة أن أساعده في إصلاح سيارته..!! انتهت
القصة.
ومضة:
بعد الحادثة كرم الله القراء أصبحت لا اطمئن حتى على حذائي عند
دخولي أحد المساجد لأداء الصلاة، فكيف آمن على نفسي وممتلكاتي.!! أتمنى أن تختفي
هذه الظاهرة اللاأخلاقية في مجتمعاتنا صاحبة الأخلاقية الإسلامية والنخوة
العربية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق