الجمعة، 19 أكتوبر 2012

لماذا تتكبر


لماذا نتكبر؟؟؟

قال صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ). من منطلق هذا الحديث وصلتني قصة سأنقلها لكم فيها من العنصرية والتعالي والغطرسة والتفرقة المقيتة القذرة المنتنة، هي نفوس وضيعة من تفكر بهذه المظاهر وتترك المضمون، نفوس وضيعة تنظر الى الأشكال لا الأعمال. هذه القصة فيها الشيء الكثير المنافي لتعاليم الدين الحنيف واخلاقه النبيلة، فقد قال رسول الاخلاق عليه الصلاة والسلام : (انما بعث لا تتمم مكارم الاخلاق).

لذا احببت انقلها لكم للفائدة، حيث يقول راوي القصة : حصل هذا المشهد على متن احدى طائرات الخطوط الجوية البريطانية ( British Airways ). في رحلة بين جوهانسبيرج بجنوب إفريقيا إلى لندن بإنجلترا . وفي مقاعد الدرجة السياحية كانت هناك امرأة بيضاء تبلغ من العمر حوالي الخمسين تجلس بجانب رجل أسود.

وكان من الواضح أنها متضايقة جداً من هذا الوضع ، لذلك استدعت المضيفة وقالت لها : (من الواضح أنك لا ترين الوضع الذي أنا فيه ، لقد أجلستموني بجانب رجل أسود ، وأنا لا أوافق أن أكون بجانب شخص مقرف . يجب أن توفروا لي مقعداً بديلاً). قالت لها المضيفة : (اهدئي يا سيدتي ، كل المقاعد في هذه الرحلة ممتلئة تقريباً ، لكن دعيني أبحث عن مقعد خال)!!!

غابت المضيفة لعدة دقائق ثم عادت وقالت لها : (سيدتي، كما قلت لك، لم أجد مقعداً واحداً خالياً في كل الدرجة السياحية. لذلك أبلغت الكابتن فأخبرني أنه لا توجد أيضاً أي مقاعد شاغرة في درجة رجال الأعمال. لكن يوجد مقعد واحد خال في الدرجة الأولى الممتازة وقبل أن تقول السيدة أي شيء، أكملت المضيفة كلامها : (ليس من المعتاد في شركتنا أن نسمح لراكب من الدرجة السياحية أن يجلس في الدرجة الأولى الممتازة. لكن وفقاً لهذه الظروف الاستثنائية فإن الكابتن يشعر أنه من غير اللائق أن نرغم أحداً أن يجلس بجانب شخص مقرف لهذا الحد، لذلك).

والتفتت المضيفة نحو الرجل الأسود وقالت : (سيدي، هل يمكنك أن تحمل حقيبتك اليدوية وتتبعني ، فهناك مقعد ينتظرك في الدرجة الأولى الممتازة).!!! في هذا اللحظة تعجب الركاب الذين كانوا يتابعون الموقف مذهولين منذ بدايته وصفقوا بحرارة للمضيفة لتأديبها الغير مباشر للسيدة البيضاء.

ومضة :

رد جميل جدا قمة في الأدب ورجاحة في العقل من المضيفة، هكذا يجب أن ينزل الناس منازلهم ويعرفون أماكنهم والناس لا تتصف بالجمال او بالسواد وانما بأحسنهم اخلاقا.
ما ذنب هذا الأسود والقبيح وما فضل الأبيض الجميل ليعامل كل منهما معاملة مختلفة عن الآخر، بالتأكيد لن نجد إلا فرقا واحد وهو تقوى الله عزوجل.

قال صلى الله عليه وسلم : (دعوها فإنها منته). فالدين الاسلامي جاء بالمساوي بين البشر، ولا فضل لا احد الا بالتقوى.

كما قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

وأيضاً قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : (  إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ ، وَأَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، وَنَبِيُّكُمْ وَاحِدٌ ، لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ ، وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلا لأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ ، إِلا بِالتَّقْوَى).

مخلوقون من نطفة .. وأصلنا من طين .. وْ أرقى ثيابنا من دوْدة .. وأشهى طعامنا من نحلة .. ومرقدنا حفرة  تحت الأرض .. إذاً فلماذا نتكبر !!؟

ممنوع الوقوف


 

الدين المعاملة كما أُخبرنا الرسول الكريم وسيد الأخلاق صلي الله عليه وسلم عن (المرأة الصوامة القوامة ولكنها كانت تؤذي جيرانها قال لأصحابه فهي في النار)..

استنتاجاً من هذا الحديث الكريم عن الصادق الأمين، أن الصوم والصلاة بدون المعاملة الحسنة لا يحققان المقاصد الكلية للعبادات التي ينبغي أن تُترجم كسلوك، لهذا تأثرت واستأت كثيراً من موقفٍ عندما خرجت في وقت صلاة الجمعة متأخراً، وعلى عجلة من أمري، راكباً سيارة أجرة، متجهاً إلى أحد مساجد جدة المشهورة، لإعجابي الشديد بأسلوب وطرح ذلك الخطيب وقدرته على إيصال المعلومة بأسهل الطرق، وبطريقة القصص الشيقة التي تجذبك إلى الخطبة، غير أن المواضع التي يطرحها تهتم بسلوكيات وأخلاق المجتمع محاولاً علاجها بطرح مثالي بعيداً عن التكلف..

وأنا في طريقي للمسجد سلكتُ الطريق المعتاد الذي أسلكه كل صلاة جمعة للوصول إلى ذلك المسجد، وقبيل الشارع المؤدي للمسجد فوجئت بأن الطريق مسدود، ولا مجال للتقدم للأمام وبلوغ المسجد من جميع الاتجاهات، قررت أن أعود إلى الخلف لأسلك الطريق المقابل، لأجد منفذاً يوصلني إلى المسجد.!!!

أتدرون لماذا كان الطريق مسدود ومن سده ؟؟؟

الطريق لم يكن مسدوداً لأعمال صيانة أو إصلاحات في الطرق، أو الطريق مسدوداً لحادث مروري ـ لا قدر الله ـ..

لقد كان الطريق مسدوداً لأن كل مصلٍ يأتي ويوقف سيارته في المكان الذي يظن ويراه مناسب له فقط، دون أدنى تفكير إن كان مناسباً للآخرين أم لا، أو أن سيارته ستغلق الشارع أم لا، كل هذا لا يهم والاهم عنده أن يقف بسيارته في أي مكان حتى يجد له مكاناً للجلوس وسماع الخطبة..!!!

حتى وإن كان هذا هو ما يحدث كل أسبوع، أو عند موعد كل صلاة، فحدوثه وتكرار حدوثه لا يعني أن هذا هو الصواب، وأن المصلين يحق لهم إغلاق الطريق على الآخرين لأنهم في المسجد يعبدون الله..

وبعضهم يقف في أول الطريق لكي يتسنى له الخروج مبكراً ولا يهم إن أغلق الشارع أم لا، لكن المشكلة اللطم لو كان سائق السيارة يعرف أن الطريق سيغلق بإيقاف سيارته هنا وسيكون ضرراً لعامة الناس، ولا يعيره أي اهتمام فتلك مصيبة أخلاقية..

إنني أفكر في أي حالة طارئة ـ كالحريق لا قدر الله، أو حالة ولادة مستعجلة، أو غير ذلك ـ كيف يمكنها أن تخترق تجمع السيارات والطريق مسدود؟

أليس من المفروض أن يكون المصلون قدوة حسنة لغيرهم، وألا يكونوا سبباً في تنفير غير المصلين من الصلاة ومن المساجد؟

لا بد أن يفكر كل مصلي في كل الاحتمالات المترتبة على تصرفه هذا الغير أخلاقي، وحجم الضرر والأذى الذي قد يتعرض له آخرون لا يشاركونه الصلاة في المسجد أما لظرف طارئ أو أنه غير مسلم..

ثم لا أظن أن ديننا وأخلاقنا وقيمنا وعادتنا تعطي أولوية لأحد على حساب أحد، كما أن أداء العبادات لا يجب أن يكون منعزلاً عن الحياة نفسها..

والجانب الأهم كيف حال جيران المسجد وهم بكل تأكيد سيتضررون من سد الشارع، أليس هذا السلوك الخاطئ من قِبَل بعض المصلين مضراً بصورتنا الأخلاقية كمسلمين؟ ألا يُعدّ هذا تطاولاً على الحق العام، وعدم احترام لحقوق الآخر، سواء كان مسلماً أو غير مسلم، لأننا لا نمتلك الطريق، وليس من حق أي منا إغلاقه لأي سبب كان، فكيف إذا كانت الصلاة هي السبب، إن هذا يسيء إلينا كمسلمين أكثر مما يقرب الآخرين منا..

كما قال صلي الله عليه وسلم ) :إياكم والجلوس على الطرقات فقالوا : ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها قال (فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه قالوا : وما حق الطريق؟ قال:  غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر(..

إن الدين لا ينفصل عن سلوكنا، ولا ينفصل عن بقية تفاصيل حياتنا، ولا يعني اهتمامنا بديننا وعباداتنا وصلاتنا أن نهمل جوانب الحياة التي تمثل الجزء الآخر من سبب وجودنا على هذه الأرض، إذ لا يمكن حصر الدين بالعبادة فقط، ولكن الدين المعاملة، وهي معاملة العباد بكل خلق يمس حياتهم، فإذا أسقطنا هذه القاعدة الأساسية في جوهر الدين الإسلامي فإننا نسقط معها جزءاً كبيراً من بقية البناء الذي يقوم عليه ديننا..

ومضة :

قال تعالى : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي)..

وقال حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام ) :إن المرء ليدرك بحسن خلقه مالا يدركه قائم الليل وصائم النهار). وقوله صلى الله عليه وسلم  : (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)..

وقوله  صلى الله عليه وسلم : (إن من أحبكم إلىَّ وأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاستكم أخلاقًا). قال عليه الصلاة والسلام : (أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقا)..

صناعة التفاؤل


 

سألت نفسي كثيراً هذا السؤال إن كان الماضي تعيساً ومليء بالهموم والأحزان .. هل يمكن نسيان الماضي بكل أفراحه وأحزانه بخيره وشره .. ولماذا يسخط أحدنا ويتوجع على حادثٍ حصل له أو زواج فاشل أو خسارة صفقة تجارية؟!

اعتقد أن الإجابة صعبة للغاية عند غالب البشر ..

لو نظرنا إلى الماضي بكل ما يحصل لنا فيه من .. أخطاء .. ذنوب .. غدارات ..  فجرات .. جرائم ..  مشاكل .. مصائب .. هموم .. أحزان .. هي في النهاية كلها أقدار مقدرة بقدر من الله ولا ينفع معها إلا أن تستعين بالله .. بالاستغفار .. التوبة .. الشعور بالندم .. العمل الصالح .. وبعدها ستجد نفسك محاط برحمة الله ومغفرته وتحرسك عنايته من كل شر..

هناك بشر آخرون قد عاشوا بجوارحهم كل مشاعر الفرح والحزن وجعلوا الماضي طريقاً ونبراساً لتصحيح أخطاء المستقبل لذا الماضي عندهم لا يموت بل هو الحافز الكبير لتغير حياتهم للأفضل ومستقبلهم للأحسن..

هولاء البشر هم المتفائلون .. يملكون أنفاساً رائعة وأحاسيس جميلة تجدهم في كل أوقاتهم مبتسمون .. متفائلون ينظرون في كل محنه منحة .. وكل شر فيه خير .. يعتقدون أن مع العسر يسرين ..  دائماً تجد حالهم في كل مصيبة وابتلاء في قمة الصبر والرضا ..

ويتذكرون قوله تعالى } ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها {.. وقوله تعالى  }مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ {..

وقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم } ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر الله به من سيئاته {..

أصبح كل شئ في حياتنا يحتاج إلى صناعة ولأننا نعيش اليوم في عالم ملئ بالأحزان والهموم نحتاج لصناعة التفاؤل..

بدايةً عليك أن تبتعد عن كل هموم الدنيا وأحزانها، وافتح أنفاسك للهواء العليل، وأرتفع إلى الأعلى ثم أنظر إليها شامخاً من فوق ستجد أنها صغيرة ولا تحتاج كل تفكيرك، ثم غير نفسك من الداخل وأخرج منها كل ما هو سلبي، وتفاءل بأن الحياة هي الأمل، وانتقل من الماضي التعيس إلى المستقبل والحاضر الجميل، ولا تقف عند أخطاءك كثيرا، واقتبس منها حافزاً لمستقبل أجمل تعويضا لما فات، وتذكر أن المهم ليس الهم والحزن فهذه هي الدنيا لكن الأهم هو قدرتك على عدم استجابتك وتجاوزك لكل أزمة تمر بك ..

تأكد أن ما حدث لك الناس غير معنيين به وعندهم ما يشغلهم عنك وعن وهمومك وأحزانك .. داوم على أعمالك اليومية .. لا تكبت عواطفك، فقَدْرٌ من البوح هو متنفس للأحزان .. استجلب مشاعر الفرح وأحاسيس المتعة والسرور من تفكيرك .. لا تحرم شقتيك من الابتسامة .. لسانك من الكلام الجميل .. حديثك من الإيجابية .. لا تسمح لمن يعكر صفو حياتك بشئ من السلبية  .. والهموم تبدأ كبيرة ثم ما تصغر شيئا فشيئاً حتى تصبح كالذرة .. اغسل جسدك .. تطهر روحك بالتخلص من إحساس ماضيٍ تعيس .. لإعادة برمجة أحلامك وتوازن حياتك احذف كل صورة سلبية من مخيلتك .. إياك أن تقول لنفسك انتهى كل شئ فالماضي لا يساوي المستقبل الجميل .. إذا أردت أنت فقط أن يكون جميلاً .. فكما تريد أنت ستكون ..  وقبل ذلك أحسن إلى نفسك قبل أن تحسن إلى الآخرين .. فالله يحب المحسنين ..

وفي النهاية المطاف .. أهمس في أذانكم بأنفاس الحب والأمل والتفاؤل وأقول : عجيب أن يموت فينا كل شيء ونحن ما زلنا على قيد الحياة!!

إنني كلما أحسست بالضيق من أمر أهمني أو خطأ ارتكبته دون عمد مني أتذكر أن الله وهب لي نعمت عظيمة وهي التفاؤل والنظر إلى الأمور التي تمر بي نظرة تغمرها التفاؤل وحسن الظن بالله فأحس بانشراح وبزوال ما بي من هم وقلق وحزن ويتجدد نشاطي..

أتمنى أن نبدأ جميعا ً بإعادة إعمار مصانع التفاؤل في قلوبنا .. فالتفاؤل هو الشحن الذي يمدنا بالطاقة حتى نستمر في حياتنا..
فلا الحزن يحيينا ولا الهم يصلحنا ولا العيش تحت مضله الكدر يغنينا.. هناك أمل ما دام هناك حياة ..

ومضة :

التفاؤل قرار ينبثق من داخل النفس وهو الروح التي تسري في الروح؛ فتجعل الفرد قادراً على مواجهة الحياة وتوظيفها، وتحسين الأداء، ومواجهة الصعاب .. والناس يتفاوتون في ملكاتهم وقدراتهم، ولكن الجميع قادرون على صناعة التفاؤل ..   ( د/ سلمان العودة )

تذكر أن الأصدقاء هم عدة للنوائب في وقت الحاجة والضيق فلا تنسى أن تشاركهم همومك وأحزانك .. من أهم أهداف العقلاء أن تطوى صفحة مضت وانتهت ولا تعد تخرجها من دهاليز الماضي بل ضعها في زنزانة النسيان ..

خير الرجال


 

قالت لي إحدى قريباتي نقلاً عن جارتها .. أنها يوما ذهبت برفقة زوجها إلى السوق فشاهدت خاتماً من فضة فأعجبها كثيراً..!!  ثم اتجهت إلى الزوج ومالت على أذن زوجها بلطف وهمست بصوت خافت حبيب عمري ، فأجابها نعم يا عمري قالت : ممكن تشتري لي هذا الخاتم؟؟؟  .. رد عليها بكل أدب قائلا طبعا لا. . !!!
خرجت المسكينة من السوق والألم يعتصر قلبها ، وهي بين مصدقة ومكذبه من تصرف زوجها الذي يدعي أنه يحبها ، نامت الزوجة وهي تكلم نفسها مقهورة  على زوج لم يقدر قيمتها..

وعندما استيقظت وجدت بجانبها هدية ، فتحتها قائلةً لعل زوجي شعر بحزني وعرف الخطأ الذي ارتكبه ضدي ، فإذا بها تتفاجأ أن بداخل علية الهدية - خاتم ألماس - ، لم تتمالكها الفرحة وشعرت بالسعادة الغامرة تقدير زوجها لها ، نزلت دمعة من عينيها ، و إذا بيد زوجها الحانية تسمح دمعتها ، قائلاً  لها : أنا أحبك و لهذا وجدت أن خاتم الفضة غير لائق بك و بأصبعك الجميل ، فاشتريت لك خاتماً من ألماس لان الألماس للألماس فأنت على ما املك في دنياي..!!

كم نحن بحاجة لمثل هذا السلوك الجميل والموقف النبيل ، وفي نظري وليس شرطا كون الهدية من الذهب أو الألماس يكفي زوجتك وحبيبة فلبك خاتم حتى ولو من حديد .. فقط هي تحتاج منك إلى تلطف ولين و كلمة طيبة و لمسة حانية و عبارة لطيفة.. و خاصة وأنت في شهر الرحمة - شهر المغفرة ،  فكما تتعبد ربك بالصيام و القيام و قراءة القران بأن يعتقك من النار..

أيضا من كمال التعبد لله عزوجل حسن المعاملة مع البشر ، فكيف بحليلتك ومن أعطتك نفسها ومشاعرها ، وهي أولى بحسن التبعل و التعامل الرقي ، فهي حبيبة قلبك التي اخترتها لنفسك من بين نساء العالمين..
متذكراً قول المصطفى عليه صلوات ربي وتسليماته (خيركم .. خيركم لأهله وأناخيرك لأهلي (

إن المتأمل في سيرة رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم يجد نماذج و موقف رائعة من خلال  سيرته و حياته اليومية ، حيث كان يقدر المرأة و يوليها عناية فائقة و محبة لائقة ، و أول من يواسيها و يكفكف دموعها و يأخذ بخاطرها و يقدر مشاعرها و لا يهزأ بكلماتها و يسمع شكواها و يخفف أحزانها .!!!

 فأين أنتم أيها الرجال من سيرة ( وإنك لعلى خلق عظيم ) صلى و عليه و سلم..؟؟؟ إذا هناك خلل يجب إصلاحه في تعاملنا من سيدة الدنيا وملكة الآخرة..

ومضة : قال الشوكاني : في شرح الحديث .. ففي ذلك تنبيه على أعلى الناس رتبة في الخير و أحقهم بالاتصاف به هو من كان خير الناس لأهله - وأقصد الزوجة - ، فإن الأهل هم الأحق بالبِشر وحسن الخلق و الإحسان وجلب النفع و دفع الضر ، فإذا كان الرجل كذلك فهو خير الناس بل هو خير الرجال..

بشرى سارة


 

بينما كنت أفكر واخطط مع نفسي وحيداً فريداً ، لإيجاد حل في مشكلة حلت بي ، واعترف أنا كنت احد أسباب المشكلة ، قالت لي نفسي ، هل فكرت يوما في التخطيط لحياتك؟

وهل فكرت ما هي رسالتك في الحياة ؟

وهل تملك رؤية لما سيكون عليه حالك في المستقبل ؟

للأسف قلت لا يا نفسي!!!

وهذا حال الكثيرين من أمثالي دائماً يعيش حياته على ردة الفعل في علاج المشكلات بالمسكنات فقط، والبحث عن الخلل لإصلاحه نهائياً، وأعترف مرة أخرى ليس في ثقافتنا أن الوقاية خير من العلاج .. لكن أبشركم وأبشر نفسي - ببشرى سارة - أخيراً وجدت من سيخطط لي ولنا جميعاً بخطط إستراتيجية مدروسة.

 نجتمع كثيرا ، ونقرر أكثر لنعمل خطط مدروسة إستراتيجية ، ثم ننفذ اقل وهذا هو واقعنا ، كل يوم نسمع ونقرأ في الصحف والمجلات والبيانات بالخطط الإستراتيجية المدروسة بعيدة المدى ، وإذا جاء الموعد المحدد لا نرى خطط ولا مدروسة ولا إستراتيجية ولا هم يحزنون ، فارض الواقع تقول أين ما خططنا له، فلا نجد شيء سوا سراب وحبر على ورق وملفات تنتقل من مكتب إلى مكتب وأوراق تنتقل من درج إلى درج.

فأين تكمن المشكلة في الخطط أم فيمن وضع الخطط أم في الواقع المتغير؟؟؟

لا جديد .. نجتمع ونفكر في دراسة خطة إستراتيجية ، ثم نجتمع لإعادة التفكير في دراسة الخطة ، ثم نجتمع لتصحيح التفكير في الخطة لأنها حسب ظني بُنيت على خطأ ، ثم إعادة الاجتماع والتفكير في الخطة الصحيحة ، ثم نجتمع ونفكر في بداية الخطة ، ثم نجتمع ونفكر لنقرر متى نبدأ في الخطة ، ثم نقرر ونبدأ  في الخطة الصحيحة الإستراتيجية المدروسة ، ثم نأخذ وقتاً لتنفيذ الخطة ، ثم نجتمع ونسأل لماذا فشت الخطة الإستراتيجية المدروسة؟؟؟

وأظن أني قد أزعجتكم بالخطط الإستراتيجية المدروسة!!

صدقوني هذا ليس كلامي وإنما أنا ناقل لمن يكتب لنا ليل نهار ، بنظر في الصحف والمجلات وعبر القنوات بالحلول ، لكن الواقع يقول عكس ذلك ، والبشرى السارة أننا وضعنا لكم الخطط المدروسة الإستراتيجية لتصحيح الأخطاء السابقة ، وننسى خطط الماضي التعيس فالمستقبل جميل مع خططنا الجديدة..

 ومن سيعيش إلى الأجيال القادمة سيرى البشرى السارة والمستقبل الجميل الذي وعدونا به بخططهم المدروسة الإستراتيجية التي خططوها لنا ، بأننا سنعيش حياة طيبة كريمة من غير نكد ، وسيحسدنا العالم اجمع على خططنا ، وسيكلفوننا لنخطط لهم ليلحقوا بنا وننشر خططنا لنرتقي بالعالم أجمع.

وأخيراً وليس آخراً أحمد لله أني ما زلت على قيد الحياة ، وشاهدت كيف أننا خططنا لحياتنا ولحياتهم..

وبينما أنا مستمتع بخططنا الإستراتيجية المدروسة والعالم يشهد على ذلك ، لكن سامح الله زوجتي فقد أقضتني من حلمي ونومي وذهب الحلم في مهب الريح ومعه الخطط الإستراتيجية المدروسة. 

ومضة :

" 3% ممن يخططون يملكون مما يملكه الـ 97% الذين لا يخططون "

" ليس للحياة قيمة إلا إذا وجدنا فيها شيء نناضل من أجله "

" رُبَّ هِمَّة أحيت أمة "
 

أيها الإنسان إياك والرسوب


 

صباح الخير .. صباح القلوب السليمة .. صباح القلوب الطيبة  .. صباح القلوب المنشرحة .. صباح عامر بذكر الله .. صباح مكسوٌ بالأمل والتفاؤل الجميل .. صباح ينشر البسمة في أوساط الحياة .. صباح يعطر الأجواء الرائعة .. صباح عبق من الأزهار ينثر عبيره في النسمات .. صباح يُهطل على الأرواح غيث المحبة والفرحة .. صباح سعيد عامر مبهج وهمٍ منفرج قريب.

أيها الإنسان الجميل : عند حلول المصيبة ووقوع الفاجعة!!! لا تصرخ .. لا تفزع .. لا ترتعد .. لا تتضجر .. بل اهدأ لبرهة ، وأعلم بأن ما حدث لك مكُتوب في اللوح المحفوظ من قبل ولادتك ، وقٌدر حدوثه في هذه اللحظة دون سواها .. فضع يديك علـى قلبك واترك مدخلاً للإيمان بالقضاء والقدر واحمد الله دائماً على كل حال واسترجع صابراً فما قدر سيكون.

وتذكر قوله تعالى : ( وبشر الصابرين ). وقول الحبيب محمد خير خلق الله صلى الله عليه وسلم : ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله فيه خير إن أصابه ضراء صبر وإن أصابه سراء شكر وليس ذلك إلا للمؤمن ).

 

فيا أيها الإنسان : اذرف ما شئت من الدموع ولكن صمت ، فالله يراك ويسمعك هو وحده من أراد أن يكون لك ما كان ليرى أكنت من الشاكرين أم من الساخطين فاحذر فأنت بامتحان إلهي فإياك والرسوب. وإذا وصبرت واحتسبت الأجر من الله سيرجح ميزان حسناتك وترفع درجاتك ويغمرك ربك رضا واطمئنان وراحة بال.

 

أيها الإنسان : ما بين غمضة عينِ وانتباهها يغير الله من حال إلى حال ، نعم هناك مستقبل قريب تحفه السعادة ويتسلل من نافذته المنتظرة فرجُ عظيم يمحو بقايا حزنك الذي كان يعشش في فؤادك وتقتات عليه دموعك وغفت عليه ابتسامتك للحظات سيأتي ومعه تعويض لكل أمل هدته الآلام وكل دمع أجهضته الأحزان.

 

من باب إن مع العسر يسرا ستحول أيامك القادمة التعيسة بإذن لله إلى حديقة غناء تعلوها سماء مزوقة تشع منها شمس التفاؤل وتتمايل بها زهور السعادة ويترنم على أغصانها بلابل الفرح والبهجة .. فقط ثق بالله ، وأحسّن الظن بمن خلق.

 

وهذا ما ستجنيه بدنيانا الزائلة والثواب الجزيل بدار القرار في جنةً عرضها السموات والأرض أعدة للمتقين.  قال الله تعالى : ( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ).

 

ومضة :

يقول الدكتور الشيخ عائض القرني :

اصبر وما صبرك إلا بالله , اصبر صبر واثق بالفرج , عالم بحسن المصير , طالب للأجر , راغب في تكفير السيئات , اصبر , مهما ادلهمت الخطوب , وأظلمت أمامك الدروب , فإن النصر مع الصبر ، وإن الفرج مع الكرب , وإن مع العسر يسراً.

أنت الرابح


أنت الرابح الأكبر

تعلمت في جميع تعاملاتي الدنيوية مع البشر، أن استخدم تقنية التطنيش، وهي قاعدة *طنش تعيش تنتعش*.!  ، وفيما يبدو لي أنها غائبة عن الكثير من الناس، وهي تقنية رائعة فسيولوجية نفسية تحتاج إلى قليل من الصبر، والابتعاد عن حظوظ النفس الأمارة بالسوء، والترفع عن سفاسف الأمور، جرب وابدأ باستخدامها - فأنت الرابح الأكبر -، وسيرتاح بالك وتعيش بسلام مع نفسك ومع الآخرين..

هل تعلم أن حياتك قصيرة الأمد.!!! ولن تعيش سوى مرة واحدة، إذاً لماذا تعكرها بالمنغصات..؟؟؟ والتفكير الممل السلبي في كل مشكلة أكثر من التفكير في الحل الإيجابي السليم..!!

أيها المتفائل إن نفسك الجميلة لا تحتمل التنقير - التدقيق - البحث - التحري - الحقد - البغض - الكراهية - الانتقام - المحاسبة - الرد - الأخذ - المناكفة وراء كل صغيرة وكبيرة..

إذا جاء في مخيلتك يوما بأن الماضي كان تعيسا، فتذكر المستقبل الجميل، وإن الماضي دائما لا يساوي المستقبل .. وتذكر القاعدة *طنش تعيش تنتعش*.!

إذا سمعة من شخص كلمه نابيه غير أخلاقية لا تمس لأخلاقك وتربيتك .. فتذكر القاعدة *طنش تعيش تنتعش*.!

إذا أساء لك أحد فاعفوا واصفح وبادر بالمسامحة .. وتذكر القاعدة *طنش تعيش تنتعش*.!

إذا فاتك حظ من حظوظ الدنيا فأعلم أن الله يريد لك الخير .. وتذكر القاعدة *طنش تعيش تنتعش*.!

تذكر أيها المتفائل الجميل .. إنه لا أحد يستحق أن ترهق نفسك الجميلة بالتفكير بأحد، فمن يريدك لذاتك لن يخذلك، ومن يحترمك ويقدر المعروف لن تجد منه إلا كل خير، ولا تحزن .. فكل ما فات في دنيا العفن، وهو خيرا لك في دنياك وآخرتك، فالأهم والمهم هي نفسك الجميلة .. فلا تخسرها .. وكن جميلا ترى الوجود جميلا..

ومضة :

يقول الشيخ عائض القرني في كتابة لا تحزن : لا تدقق خلف كل جمله .. ولا تبحث عن مقوله قيلت فيك .. ولا تحاسب كل من أساء إليك .. ولا ترد على كل من هاجمك .. ولا تنتقم من كل من عاداك .. إذا دققت في ذلك كله .. فأحسن الله عزاءك في صحتك وراحتك ونومك ودينك واستقرار نفسك وهدوء بالك..