اعتذار
إنسان
مادام أننا نحن بنو آدم مجبولون على الخطأ والنسيان وكلنا
ذو خطأ كما قال المصطفى الصادق الأمين عليه صلوات ربي وتسليماته : ( كل أبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ..(
من كمال الأخلاق وسمو النفس وعلوها التغاضي عن سفاسف الأمور أن لا نترقب
أخطاء الآخرين والتغاضي عما فعلوه بك رجاءاً المثوبة من الله وهو الأخير لك ، وأنت
بحاجة إلى ذلك يوم لا تنفع مالُ أو بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..
وإن نبين منك أنت الخطأ
والتقصير جهلاً أو عمداً ، لا تتهرب من أخطاءك بل عليك بالمبادرة والمواجهة والاعتراف
بالخطأ أين كان الخطأ أنت بشر ، وهذا حال بني البشر الكل يخطئ وصيب وليس هناك منزه
ما عدا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أجمعين..
ولا تنس الاستغفار عن الذنب ، والتوبة عما اقترفت من أخطاء مضت ، فالتوبة
تجبوا ما قبلها ورمضان فرصة للمستغفرين والتوابين ، أما أصحاب الحقوق عليك أن لا
تخرج من الدنيا دون طلب المسامحة منهم والاعتذار عما بدر منك بالتراضي والتسوية..
لهذا أنا كإنسان بسيط لي أعمال دنيوية مع كثير من البشر ، بكل
تأكيد قد أخطأت كثيراً وحالي حال كل من يعمل لابد أن يخطئ ويصيب ، فأنا وغيري محتاج
للتوجيه الدائم ، والإرشاد المستمر لتصحيح المسار للوصول للأفضل والأكمل والأحسن ،
وكما قيل ( رحم الله من أهدى إلي عيوبي )..
وما دام نحن بنو البشر الخطأ والنسيان يعترينا بين الفينة والأخرى ، أقدم
اعتذاري واعترافي بأخطائي وتقصيري وجهلي ، وقبل أن تنطوي صفحة آخر ليلة من رمضان ،
التي دونت في نهايتها كل ما عملت فوجدت فيها الصواب وكان ذلك من فضل لله علي ، أما
الخطأ وهو كثير وكان ذلك من نفسي الأمارة بالسوء والشيطان..
واليوم جئتكم لأعلن للجميع الصغير قبل الكبير .. اعتذاري
وأسفي لكل من أخطأت في حقه ، أو سمع مني كلمة نابية أو عبارة غير لائقة ، أو إساءة
لشخص ما أو فئة معينة ، أو من وجد كلمة في مقالاتي ، أو عبارة لم تعجبه ولم ترق له
بال ، أو أسأت التصرف في موقف حصل مع شخص ولم أكن أعرف سابقا بخطئي ، أو من وجد
مني نفورا أو جحودا من غير قصد ، أو من وجد من تواصلي انزعاج ولم يخبرني ، أو فلان
من الناس كان بيني وبينه خصومة ولم تسوى تلك الخصومة إلى اليوم وقرأ مقالي ووصله اعتذاري
أن يسامحني ويعذرني ، عسى الله أن يفرج عنه كربه الدنيا وكرب يوم القيامة..
وما اعتذاري لكم يا معشر بني البشر إلا لعلمي ويقيني أني بشر مثلكم أخطئ
وأصيب ، ولا أعلم هل لعمري بقيه أم سأرحل أنا وآخر ليلة من رمضان سويا..
لذا أتوجه إلى الله أولا ثم إليكم ثانيا يا أهلي وأقاربي
وجيراني وأصدقائي وزملائي وكل من يعرفني بالمسامحة والعفو والصفح عما بدر مني من
أخطاء عمدا أو جهلا ، كما قال الله عزوجل ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ( .. وأيضا كما قال جل وعلا سبحانه ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين..(
ومضة :
اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك أني
لا أحمل الحقد والغل والحسد والضغينة والبغضاء والكراهية لأي شخص حصل بيني وبينه
خلاف دنيوي أو ديني .. أما بالنسبة لحقوقي .. اللهم إني أشهدك أني عفوت عن كل من
ظلمني ، أو اغتابني ، أو شتمني ، أو تكلم علي ، اللهم إني تصدقت بعرضي ، ومالي ، ونفسي
.. أولاً راحةً لنفسي وهدوء بالي والعيش بسلام .. وثانياً رجاءاً لثوابك ومغفرتك ورضاك
وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق