ملائكة يمشون على الأرض
كثيرا ما أقف على شط البحر
الهادئ ، أهمس بصمت مؤلم في لحظة غروب
أشكو حالنا بكل عفوية .. برغم أجهزة الاتصال والتواصل و مواقع التواصل الاجتماعي .. اشكوا غياب ذكريات قد عشتها و ما عاد لحاضري شيء منها ، انعدم و جود الإنسان فيها ، و ذهبت أصالة الأخوة وحقيقتها ، و غابت حلاوة مجالسنا ، و الأنسمن جلس فيها..
لا ادري هل نحن السبب أم أن الدنيا تغيرت و تغلغلت في نفوسنا ، و فرخت في ضمائرنا الغل و الحقد واحسد و حب الأنا ، حتى باتت أحاسيسنا جامدة و مشاعرنا أصبحت من حجر ، لا أحاسيس و لا ذوق ولا مستقبل جميل ، حتى بات يخيل لي أننا خلقنا من أسمنت..
أشكو حالنا بكل عفوية .. برغم أجهزة الاتصال والتواصل و مواقع التواصل الاجتماعي .. اشكوا غياب ذكريات قد عشتها و ما عاد لحاضري شيء منها ، انعدم و جود الإنسان فيها ، و ذهبت أصالة الأخوة وحقيقتها ، و غابت حلاوة مجالسنا ، و الأنسمن جلس فيها..
لا ادري هل نحن السبب أم أن الدنيا تغيرت و تغلغلت في نفوسنا ، و فرخت في ضمائرنا الغل و الحقد واحسد و حب الأنا ، حتى باتت أحاسيسنا جامدة و مشاعرنا أصبحت من حجر ، لا أحاسيس و لا ذوق ولا مستقبل جميل ، حتى بات يخيل لي أننا خلقنا من أسمنت..
بالأمس جاءني إحباط شديد من تصرف بعض أصدقائي السلبي تجاه بعضهم
البعض في الملمات و المحن .. فشكوت الحال إلى نفسي مغمضاً عيناي مقلباً صفحات
حياتي مسترجعاً أيام جميلة كنت أعيشها في أيام زمان..
ذهبت إلى عام 1400 هجرية الموافق 1979 ميلادي كنت صغيراً جدا لكن كنت
أعي بإحساسي وبوجداني كإنسان ، ما كان يحصل من موافق إيجابية وسلوكيات أخلاقية ،
حيث كنت اسكن "حي السبيل" أحد أقدم أحياء جدة الشهيرة..
كان الناس ملائكة يمشون على الأرض..!! ، بالرغم
أنهم لم يكونوا متعلمون بالقدر الكافي في ، و مع ذلك كان الأمن يسود حياتهم ، و
الظلم لا ما كان له في حيهم ، قلوبهم بيضاء ، و نفوسهم طيبة ، أخلاقهم رائعة ، و
تعاملهم راقي ، و حياتهم بسيطة مجالسهم لا تمل من حديثهم ، الجار يعرف أدق تفاصيل
جارة ، الكرم أفضل سماتهم ، والتعاون من أجلها ، و السلام منتشر بينهم ، و
الابتسامة لا تفارق محياهم ، لا تفرق بين الغني و الفقير ، تجدهم يجتمعون لأي أمر
طارئ حصل في الحي ، يتواصلون في ما بينهم بين حين وآخر ، كان الواحد منهم لا ينام
حتى يحل مشكلة جاره ، مناسباتهم واحدة ، في السراء والضراء تجد أمامك جارك باذلاً وقته
و ماله و نفسه ، و في أي مشكلة حلت بك لا يتنصلون منك بل يقفون معك وقفة رجل
واحد..
كان
جارنا عن اليمين سعودياً و في اليسار جارنا يمنياً ، و أمام منزلنا يسكن جارنا
المصري ، و وراء منزلنا يسكن جارنا الأندوسي ، و في أول الشارع منزل جارنا الشامي
، و في الشارع المقابل جارنا الهوساوي ، و صاحب المطعم جارنا البخاري ، هكذا كنا
نعيش لا تفرقنا جنسية ، و لا يميزنا لون..
كنا نعيش مع بعضنا كالجسد الواحد ، نأكل و نشرب في بيوت بعضنا
ونعرف أسرار بعضنا .. آه و آه و آه .. كما قالت لي جدتي ما أجمل أيام زمان وأنا أقول كما كتبت في
مقالٍ سابق الله يرحم أيام زمان..
هذا
نموذج أظن ملم يعيش في تلك الحقبة لا يصدق هذا الكلام ويظن أني أبالغ أو أن حديثي
عن أناس من كوكب آخر وليس بشر عاشوا في أحلى أيام زمان..
ختاما : قد نغرب مع الغروب وقد يغيبنا
الزمن.. ولكن يبقى القلب لا ينسى الأحبة..
ومضة :
الذكريات : هي ذلك الشعور الذي ينتاب الشخص عندما يعود بمخيلته إلى الماضي ، و
يعود بعجلة التاريخ إلى الوراء ليطلق لخياله العنان في تذكر أحداث مرت به .. و
تختلف تلك الذكريات باختلاف أحداثها .. فمنها ما يرسم البسمة على الشفاه , و منها
ما يخنق العبرة في الحناجر , و منها ما تذرف الدموع بمجرد تذكره .. و منها ومنها
.. و لكنها تبقى مجرد ذكريات مرتبطة بماضي تولى إما محزن وإما مفرح..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق