الأحد، 15 يوليو 2012

لا تحزن


لا تحزن .. هناك رب أكبر

إن الإنسان في هذه الدنيا الفانية قد تقع له مصيبة موجعة أو قدر مؤلم ، أو أصابه حزن، أو نزل عليه كرب ، أو ألمت به نازلة ، فتراه مباشرة يجزع و يتذمر و يولول دون التريث و الاستحضار ، ثم تجده يظن أنها الضربة القاضية ، و الفاجعة المهلكة ، لآمال و لمستقبل حياته..
و العكس قد تجد إنسان سعى لطلب حاجة و وضع الغالي و النفيس من أجل الحصول على طلبه و حاجته ، و فجأة بدون سابق إنذار تأتي أقدار الله عليه ، فيجد خلاف ما كان يتمناه و يريده..
في سياق هذا الكلام قرأتقصه قديماً و تأثرت بها كثيراً ، و قد غيرت من مسار حياتي إيجابياً متفائلاً بأن أقدار الله هي خير ، بل فيها كل الخير ، فصار لدي حصانة إيمانية بعدم التذمر والتشكي متذكرا قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ).. و قوله صلى الله عليه و سلم : ( ما يصيب المؤمن من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن و لا أذى و لا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه )..
التحق شاب أمريكي بالعمل في ورشه لنشر الأخشاب ، و قضى الشاب في هذه الورشة أحلى سنوات عمره ، حيث كان شابا قـويا قادرا على الأعمال الخشنة الصعبة..
و حين بلغ سن الأربعين و كان في كمال قوته ، و أصبح ذا شأن في الورشة التي اشتغل بها لسنوات طويلة فوجئ برئيسه في العمل يبلغه أنه مطــرود من الورشة و عليه أن يغادرها نهائيا بلا عوده..
في تلك اللحظة خرج الرجل إلى الشارع بلا هدف ، و بلا أمل وتتابعت في ذهنه صور الجهد الضائع الذي بذله على مدى سنوات عمره كله ، فأحس بالأسف الشديد و أصابه الإحباط واليأس العميق و أحس " كما قال ؛ وكأن الأرض قد ابتلعته فغاص في أعماقها المظلمة المخيفة ..
لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد ، و كانت قمة الإحباط لديه بأنه ليس لديه ولدى زوجته شيء من مصادر الرزق غير أجرة العمل من ورشة الأخشاب ، و لم يكن يدري ماذا يفعل..
ذهب إلى البيت و ابلغ زوجته بما حدث ، فقالت له زوجته ماذا نفعل ، فقال : سأرهن البيت الصغير الذي نعيش فيه و سأعمل في مهنة البناء ..
و بالفعل كان المشروع الأول له هو بناء منزلين صغيرين بذل فيهما جهده ، ثم توالت المشاريع الصغيرة و كثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة ..
و فى خلال خمسة أعوام من الجهد المتواصل أصبح مليونيــراً مشهورا ..
إنه " والاس جونسون "الرجل الذي انشأ و بنى سلسله فنادق (هوليدي إن) .انشأ عدداً لا يحصى من الفنادق و بيوت الاستشفاء حول العالم ..
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية ؛ لو علمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني ، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي فَعندما حدث هذا الموقف الصعب تألمت جدا ولم افهم لماذا ، أما الآن فقد فهمت إن الله شاء أن يغلق في وجهي باباً "ليفتح أمامي طريقا " أفضل وأحسن لي ولأسرتي..
دوماً لا تظن أن أي فشل يمر بحياتك هو نهاية لك .. فلربما هُو بداية النجاح فقط فكر جيداً .. فالحياة لا تستحق أن نموت حزناً عليها لأنه باستطاعتنا تحويلها للأفضل بإذن الله بالعزيمة والإصرار..
ومضة:
لطالما توقفت عند سورة الكهف كثيراً و كنت اسأل نفسي لماذا سورة الكهف بالذات علينا أن نقرأها كل جمعة ، خلال تأملي أتضح لي أمر لو تأملنا السورة مجملاً و ملياً لأدركنا بأنه ثمة رسائل كثيرة لو أستوعبناها من البداية ما كنا لنتذمر يوماً عندما نواجه أموراً نراها شر ، و مع مرور الأيام نتفاجأ أن بها كل الخير ، لهذا كلما وجدت أمرا أتعبني و أثقل كاهلي بالهموم و الأحزان ، وتسلسل إلى نفسي اليأس أقرأ قوله تعالى { وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} ، و بعد قرأتها متأمل معناها أجد نفسي أ شعر وكأن هموم الدنيا قد ذهبت وتلاشت وكأن شيئاً لم يكن ، فأعلم أن تدبير ربنا عزوجل لأمور حياتنا فيه كل الخير ، و الخير ما أختاره الله لنا ..فأقول لنفسي ولكم لا تحزن .. هناك رب أكبر..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق